تقرير عن منزل قتيلة المطرية - عرب الحصن

Share:
11111111
جلست "هناء" وصديقتها "سيدة" يتناولا الشاي أمام منزليهما المتلاصقين فوق مصطبة اسمنتية اعتادا الجلوس عليها كل ليلة منذ ١٠ سنوات؛ هي عمر
صداقة حميمة جمعت بينهما بشهادة جميع جيران وأهالي شارع وسط البلد بمنطقة عرب الحصن بالمطرية أنتهت السبت الماضي باختفاء الأولى واتهام الثانية وزوجها في عملية ذبحها وإخفاء جثتها حتى كشفت الشرطة التفاصيل.

وعثرت أجهزة الأمن والأهالي الاثنين الماضي، على جثة سيدة في العقد الرابع من العمر تدعى هناء مذبوحة ومخبأة داخل مصطبة إسمنتية عقب اختفائها ليلة السبت وألقت القبض على سائق توك توك يدعى "محمد.ع" جار القتيلة بتهمة وارتكاب الجريمة.

"مصراوي" انتقل إلى منطقة عرب الحصن، حيث مسرح الجريمة للتحقيق في ملابساتها وكشف غموضها وجمع شهادات عدد من الجيران وشهود العيان حول الواقعة.

    ابنة المتهم فتحت باب الشقة ورأت الدم متناثر على الأرض فصرخت وهرولت إلى مدرستها

"اتفضلوا.. انتو صحفيين.. احنا عايزين نتكلم معاكم عشان نكشف الحقيقة لأن دي سمعة ناس .. بس من غير تصوير لو سمحتوا عشان المشاكل".. قالتها ايمان سيدة ثلاثينية تجلس برفقة ابنتها منى 16 سنة أمام المنزل الذي شهد الجريمة.

تقول :"هناء قُتلت هنا - آشارت بيديها على باب مغلق تحت حراسة الشرطة التي اختفت من المكان- يوم السبت بالليل كانت قاعدة قدام البيت مع سيدة أم رضا بيشربوا شاي ويضحكوا حتى الساعة ٩ مساءً.. بعدها حوالي الساعة ١١ فوجئنا انها اختفت وأخوها كان جاي يزورها بيدور عليها".

تضيف :" كلنا حزن من ساعة ما اكتشفنا أن صاحبتها وزوجها قتلوها بسبب فلوس الجمعية.. وكل اللي اتكتب في الجرايد والصحف على أنها ارتبطت بعلاقة غير شرعية مع زوج صاحبتها كدب وادعاء".

    "دول لازم ياخدوا إعدام".. عبارة وحيدة علَّق بها شاب على مقتل المجني عليها على يد جارها

"كانت ست أشرف من الشرف" .. التقطت أم هدى احدى جارات القاتل والقتيلة الحديث وقالت بصوت مرتفع "انتو لازم تكتبوا الحقيقة الست اللي ماتت ذبحوها يوم السبت الماضي، وكانت تجلس مع المتهم وزوجته وأطفالهم أمام المنزل كل ليلة بحكم الجيرة والعِشرة بينهم".

ويسكن المتهم محمد البالغ من العمر 30 عاما مع زوجته سيدة في منزل من ثلاثة طوابق برفقة أربعة أبناء وشقيقه وشقيقته، بينما تسكن الضحية "هناء"، مع زوجها حسن ولديهم ثلاثة أبناء بينهما طفل رضيع.

"خلصوا سهرتهم على الساعة 11 بالليل، وكل واحد رجع بيته، لكن زوجة المتهم نادت على المجني عليها اللي قالت لابنها أنا رايحة عند خالتك سيدة وجاية، لكنها لم تأتِ حتى وجدوا جثتها"، تقول الجارة.

استمر غياب المجني عليها حتى يوم فجر الاثنين، وظل الجميع بينهم المتهم وزوجته مترقبين عودة المختفية ويبحثون عنها.. تقطع حديثهم زوجة المتهم بقولها لزوج الضحية "قوم شوف مراتك فين عليها 3 آلاف جنيه فلوس جمعية" لكنه آثر الصمت ورفض الرد أمام جميع أهل المنطقة الذين شاركوا في عملية البحث عن السيدة لمفقودة.

تشير سيدة خمسينية إلى أنه تم اكتشاف جثة جارتهم، بعد عودة ابنة المتهم محمد من المدرسة وفتحت باب الشقة ورأت الدم متناثر على الأرض فصرخت وهرولت إلى مدرستها مرة أخرى، ومع نزول أحد الجيران، وجد الضحية ترتدى "إسدال كحلي" مذبوحة ومدفونة داخل مصطبة أسمنتية.

"كانوا ناويين يقتلوها من أسبوع، أنا شفت المتهم ومراته جايبين رمل وأسمنت وجبس، وكان فيه خلافات معاهم على فلوس الجمعية، كمان هناء كانت لابسة خاتمين وحلق، مش موجودين"، يروي أحد الجيران.

    تبرر "أم هدى" اعترافات المتهم بأنه لا يريد لزوجته السجن وحتى يحصل على العقاب بمفرده

وعن علاقة المتهم بالضحية، يقول عم صلاح، مالك محل بجوارهم، كانوا جيران وصحاب، و"الست هناء دي.. أحسن من أي حد، والناس كلها بتحبها وبتشكر في أخلاقها.. مفيش علاقة سيئة بينهم يابيه .. دول طمعوا في فلوسها".

تؤكد أم هدى في حديثها أن علاقة المتهم بجارته لا تتعدى حدود الأدب، متعجبة من الحديث حول علاقة غير شرعية بينهما، قائلة :"فيه واحدة تطلع لواحد ومراته موجودة معاه"؟.

"دول لازم ياخدوا إعدام"، عبارة وحيدة علَّق بها شاب على مقتل المجني عليها على يد جارها بسبب خلافات على "فلوس الجمعية".

أغلقت الشرطة منزل المتهم (مسرح الجريمة) بقفل حديدي و لاذت زوجته بالهروب من المنطقة برفقة أبنائها، أما زوج الضحية فقد حضر أهله بعد مقتل زوجته وسافر معهم إلى مدينة المنصورة، "حيث يعيشون".

ألقت الشرطة القبض على المتهم الذي اعترف بتفاصيل الحادث مغايرة لشهادات الجيران.

واعترف المتهم أمام المستشار محمد الجرف، مدير نيابة الحوادث، بأنه تربطه علاقة غير شرعية بجارته، مضيفا أنه استقبلها بشقته ليلا في غياب زوجته لممارسة الرزيلة يوم السبت الماضي، وفجأة طرقت زوجته على الباب، فضربها على رأسها وأخفاها تحت سرير حجرة النوم، خوفا من افتضاح أمره.

وطلب من زوجته تجهيز الطعام لإلهائها عن فعلته، واتجه حيث المجني عليها فوجدها غارقة في دمائها فقرر فتلها، واستخدم "إيشارب" تلبسه فخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

وأوضح المتهم في التحقيقات أنه في تلك اللحظة قرر إخفاء جثة الضحية داخل مصطبة أسمنتية، ولذا افتعل مشاجرة مع زوجته وطردها من البيت إلى منزل أهلها، وفي اليوم التالي أخرج الجثة لتهويتها، ونزل لشراء معدات الحفر.

وأوضحت التحقيقات أنه عند عودة المتهم وجد "شنطة مدرسية" تخص ابنته والباب مفتوح على مصراعيه، ففر مسرعا إلى بيت أهل زوجته، وقص عليهم ما حدث، واعدا إياهم بالتخلص من الجثة وتسليم نفسه.

وعند عودة المتهم لمنزله، تمكن ضباط مباحث قسم شرطة المطرية من القبض عليه بعد تلقيهم بلاغا يفيد اختفاء جارتهم منذ عدة أيام وانبعاث رائحة كريهة من شقته.

بينما تبرر "أم هدى" اعترافات المتهم بأنه لا يريد لزوجته السجن وأنه اختلق تلك الواقعة لكي يحصل على العقاب بمفرده، "زوجته شريكة في الجريمة" أنهت كلماتها بتلك الجملة.

ليست هناك تعليقات